نظمت مؤسسة الياسمين يوم الأحد 10 أوت 2014 بقاعة شاي “سان رايز” بالمنزه التاسع حلقة جديدة من حلقات النقاش التي تجمع فيها ثلة من الشباب المنخرط معها في برنامج “س.س. فوروم” بضيوف من نواب المجلس الوطني التأسيسي للتفاعل معهم حول أهم المحاور المتعلقة بعمل المجلس ووظائفه التي قام ويقوم بها في هذه المرحلة الانتقالية.
تهدف مؤسسة الياسمين من خلال هذه الحلقات إلى إتاحة فرصة للشباب المشارك في برنامج ‘س.س فوروم’ الذي يعرب في أغلبه عن عدم اهتمام بالعمل السياسي ولا بالحياة العامة، أصيلي معتمدية التضامن من ولاية أريانة، للتعرف على حقيقة هذا المجلس المنتخب ديمقراطيا يوم 23 أكتوبر 2011، والإطلاع على أبرز أدواره وكواليسه بالإضافة إلى الاحتكاك بالنواب في نقاش حرّ ومباشر، يجيبونهم فيه على كلّ تساؤلاتهم وانتقاداتهم وانطباعاتهم.
يأتي هذا النشاط بعد حلقة أولى نظمتها المؤسسة ليلة الــ 16 جويلية 2014وكانت في شكل سهرة رمضانية شارك فيها 32 شابة و شابا من متتبعي برنامج ‘س.س فوروم’ بحضور كل من السيد بدر الدين عبدي لكافي، مساعد الرئيس المجلس الوطني التأسيسي المكلّف بالعلاقات مع المواطن ومع المجتمع المدني والتونسيين بالخارج والسيد منصف شيخ روحو، نائب رئيس لجنة المالية و التخطيط والتنمية. واشتمل البرنامج على محاور مختلفة تتعلق بعمل المجلس طيلة الفترة الفارطة والراهنة كما أخذ الحديث عن الدستور الجديد، سواء على مرحلة الصياغة أو على المحتوى والفصول المضمنة بين طياته حيزا كبيرا.
في هذه الحلقة الثانية، توجهت مؤسسة الياسمين بالدعوة إلى كلّ من السيد فيصل الجدلاوي، نائب مستقل ومقرر لجنة الجماعات العمومية الجهوية والمحلية وعضو بعديد اللجان الأخرى، والسيدة يمينة الزغلامي، نائبة عن كتلة حركة النهضة ورئيسة لجنة شهداء وجرحى الثورة وتفيعل العفو التشريعي العام، والسيدة أميرة مرزوق، نائبة عن حزب المبادرة و عضوة بلجنة التوطئة والمبادئ الأساسية وتعديل الدستور، والسيدة حنان ساسي، نائبة عن حزب الإتحاد الوطني الحر ومقررة لجنة التشيع العام. إلاّ أن السيدتين الأخيرتين اعتذرتا عن المشاركة.
انطلق النشاط بعد الترحيب وتقديم الضيوف والتعارف، بتمرين تفاعلي وجيز يطرح أسئلة عامة حول بعض المعطيات و الأرقام التي تتعلق بالمجلس و الدستور. ومن خلاله تبيّن أن درجة الاهتمام بهذا الموضوع متفاوتة نسبيا إلاّ أن المؤكد أن أغلب الشباب في الحقيقة لم يكن لهم دراية واسعة بهذا الموضوع.
تقييم عمل المجلس الوطني التأسيسي طيلة المرحلة الانتقالية بمختلف وظائفه كان عنوان المحور الأول من برنامج النقاش. كانت انطلاقة النقاش حماسية شهدت مداخلات عديدة من جهة الشباب تضمنت استفسارات وانتقادات كثيرة جاءت الإجابات عنها من السادة النواب فيصل الجدلاوي ويمينة الزغلامي ضافية رفعت اللبس عن الكثير من النقاط الغامضة.
وأضافت السيدة الزغلامي في استعراض للأدوار التي لعبها التأسيسي في هذه المرحلة أن أهمّ دور قام به على الإطلاق هو إنجاح المسار الديمقراطي وتأمين الفترة الانتقالية وذلك عبر إنشاء دستور جديد للبلاد وتركيز الهيئات الدستورية المنبثقة عنه وأدوار أخرى كالمصادقة على القانون الانتخابات و قوانين المالية وغيرها من المشاريع بالإضافة إلى تفعيل الدور الرقابي على أعمال الحكومة الذي يسهر على ضمان الحريات واحترام القانون .. كما توقفت السيدة الزغلامي عند أهمية قيمة التوافق الذي ساد تحت قبة التأسيسي في كافة الفترات الحرجة.
بعد استراحة موسيقية رائقة من المالوف التونسي الأصيل بعزف منفرد على آلة العود قدمها عضو الفرقة الرشيدية سابقا الفنان يوسف النويوي، تمّ الإنتقال لنقاش المحور الموالي المتعلّق بمراحل صياغة الدستور وتقييم محتواه.
في هذا الموضوع كانت مواقف الشباب وانتقاداته عديدة ومتنوّعة توجّهت أغلبها نحو النقاط الإشكالية التي تضمنها الدستور كما أشار بعض المتدخلين إلى عديد النقائص الأخرى، أجابت عن جلّها السيدة الزغلامي باستفاضة ووضوح مشددّة على أهمية قيمة التوافق الذي انبثق عن نضج الطبقة السياسية مما جعلها تتجاوز جميع النقاط الخلافية على عمقها فكانت بذلك علامة مسجّلة تميّز بها هذا الدستور كما أشارت إلى قيمة التمثيلية الواسعة لكافة فئات المجتمع التي شملها مما جعله يحضا أثناء المصادقة بـنسبة تصويت تفوق الــ 92%.