من أهم القيم الخبرية هي قيمة البعد الإنساني لما لها من تأثير على حياة الناس، والإعلام الإنساني يسعى إلى طرح الجانب الإنساني المضيء بعيدا عن الأحداث اليومية الموتَرة. فالعالم يعيش اليوم تحت وقع جائحة كورونا، وقد خلَفت هذه الجائحة نمط إعلامي جديد ألا وهو إعلام الأزمات، فترى الإعلام اليوم مليئا بأخبار تتحدَث عن جائحة الكورونا من كلَ جوانبه: اقتصادية، اجتماعيَة، صحيَة.. وهذا ما شكَل ضغطا لدى المواطن الإنسان، ولعلَ الصحافة الإنسانيَة تمثَل بديلا للخروج من ضغط الأخبار نحو عمق حياة..
وقد جاءت جائحة كورونا التي ضربت كل أنحاء العالم لتختبر مدى التضامن الإنساني، فمواجهة الوباء لا تكون إلاَ جماعية، كلَ فرد حسب وظيفته، ولعلَ الإعلام بإمكانه إيصال قصص النَاس ومحاكاتها.
ولعلَ منصَة “إنسان” ساهمت في صنع محتوى إعلامي يشارك الإنسان في صناعته ويتفاعل معه لإحداث التغيير المجتمعي الذي نرنو إليه جميعا. ف”إنسان” هي منصّة مستقلّة للسرد القصصي ذات هدف غير ربحيّ. تحكي قصص الناس وتنقل واقعهم وآمالهم عبر القصة الإنسانية. فقد انطلقت المنصَة في عملها في خضم الحجر الصحَي الشامل لبلادنا في ماي 2019، وتمكَنت الصحفية أمل المكي صاحبة فكرة ومسؤولة تحرير “إنسان” للتفرَغ لتنفيذ فكرتها وذلك بمساعدة زملاؤها الصحفيين. وقد عملت بجدَ لإطلاق منصَتها في زمن الكورونا باعتبار أنَ تفشّي الجائحة مازال سيتواصل إلى أجل غير معلوم والاهتمام سينصبّ على أخبارها ومستجدّاتها فقط لا غير. ولذلك ركَزت أمل المكي على سرد القصص الإنسانية التائهة وسط زحمة أخبار الكورونا، ففي البداية ركّزت على الفئات الهشّة المتضررة من الجائحة بشكل مباشر أو غير مباشر والتي لم تجد لها صوتًا في الإعلام زمن كورونا.
“الإنسان أوّلا” هو شعار المنصَة بل منهجية عمل بالنسبة لأمل المكي، ويأتي ذلك من خلال اعتمادها تشريك المواطن “الإنسان” في كتابة قصصه وصنعها، إذ تحتوي المنصَة مقالات ليست بقلم صحفي وإنَما إنسان وذلك بعد التحقق منها وتدقيقها وتحريرها ونشرها. ويأتي شعار “الإنسان أوّلا” لأن الصحفيين مستقلّون عن رأس المال وعن السلطة.
في هذا الإطار، تُحاول منصَة “إنسان” تطويع أغلب الأشكال الصحفية لخدمة السرد القصصي، والتحقيق والربورتاج المصوّر.
ويعتبر الفايسبوك من أبرز آليَات الترويج لموادّ المنصّة، كما تمَ بعث فقرات خاصّة منتظمة تعتمد أحدها على الفيديو تحت عنوان “قصّة إنسان” التي تُحكي القصص في حدود دقيقتين ونصف، والأخرى تعتمد على النصّ والصورة تحت عنوان “غربة إنسان” وفيها تُحكى قصص التونسيين المغتربين حول الأرض. وتستعدّ المنصَة قريبا لإطلاق أوّل بودكاست لها، للانطلاق على منصّة إنستغرام والتي ستكون نقلة نوعية في عمل “إنسان”.
يضيء الإعلام الإنساني على العمل المجتمعي ويتبنى القيم والمبادئ الإنسانية إذ أنَه يؤمن بدور العمل المجتمعي في بناء مجتمع حضاري. فالهمَ واحد ألا وهو الإنسان.. وتبقى أنسنة الإعلام وتوظيفه لخدمة الإنسانية بكل مهنية وحيادية واحترافية مهمَة بين العاملين في الشأن الإنساني. .
رابط المنصَة:
بقلم: إشراق بن حمودة قسم الإعلام والاتصال