الرئيسية / غير مصنف / تونس ودعت زعيم التعاضد

تونس ودعت زعيم التعاضد

“اب الاشتراكية” و”رجل السجن والسلط “و”زعيم التعاضد المظلوم”، “المناضل الوطني ورجل الدولة” تنوعت الالقاب والرجل واحد الزعيم الوطني احمد بن صالح  الذي فقدته تونس يوم الاربعاء 16 سبتمبر 2020

رحل أحد بناة دولة الاستقلال والشخصية الاقوى في الستينات  الذي ظل إلى آخر ايامه يدافع عن فكره ومشروعه الاقتصادي عند توليه حقائب الاقتصاد بتكليف من رئيس الدول الحبيب بورقيبة قبل ان يعاقبه بالسجن والاشغال الشاقة لمدة 10 سنوات

أحمد بن صالح المولود بالمكنين في 13 جانفي 1926 زاول تعليمه الثانوي بالمدرسة الصادقية وانخرط قبل بلوغه عشرين سنة في العمل السياسي الوطني ونشط منذ صغره في الشبيبة الدستورية وذهب الى باريس لدراسة الآداب العربية بجامعة السربون وكان الكاتب العام لشعبة الطلبة الدستوريين وعلى اتصال دائم مع الملك المحبوب المعزول في مدنية «بو» المنصف باي كموفد من الحزب الحر الدستوري الجديد

سنة 1954 وفي سن 28 سنة تم انتخاب أحمد بن صالح كأمين عام جديد للاتحاد العام التونسي للشغل بعد الفترة الانتقالية التي أداها المرحوم النوري البودالي اثر اغتيال الشهيد فرحات حشاد في ديسمبر 1952

قانون الاقتصاد الاجتماعي التضامني صادق عليه مجلس نواب الشعب يوم 17 جوان 2020 لكن بن صالح غرس اول بذرة لهذا القانون في الستينات بانتاج اول برنامج اقتصادي واجتماعي ذي صبغة اشتراكية واضحة اعتمدها مؤتمر صفاقس سنة 1955

رجل الدولة بامتياز ارتبط اسمه بالتجربة التعاضد في الفترة بين 1962 و1969 التي تقوم على ضرورة اعتماد المجمعات التعاونية لوسائل الانتاج التي تشرف عليها الدولة وتتوزع ثمرها على المتعاضدين الدولة  كل حسب مساهمته بعد تاميم الدولة كل الاراضي الصالح للزرعة

كانوا يصفونه بالراهب والقديس من كثرة حرصه على المال العام وقد كان مسؤولا على خمس وزارات  وعلى الرغم من ان فترة الستينات عرفت بالجوع والقحط الا ان التعاضدية الزراعية حولت الفقراء الى شركاء لا اجراء يفلحون اراضيهم ويتقاسمون ثمارها

لكن التجربة التعاضدية فشلت فقد اعتبرها بعض السياسيين انها بنت الدولة الوطنية المستقلة وكانت مشروعا حقيقيا لاستكمال الاستقلال تامر عليها الاستعمار مع  الرئيس الحبيب بورقيبة  الذي قدم  بن صالح كبش فداء ليستمر حكمه ويشطب اسم رمزاً سياسياً ونقابياً من الحياة

غير ان بعض الباحثين في الشأن الاقتصادي والاجتماعي يعتبرون أن تجربة التعاضد خلّفت “معاناة” اجتماعية بعد تفقير الريف وصغار الفلاحين.

رفض أحمد بن صالح أن يعتذر علناً عن سياسة التعاضد، وهو ما تسبب بمثوله أمام المحكمة العليا وصدر حكم بسجنه مدة عشر سنوات مع الأشغال الشاقة.

واستطاع بن صالح أن يفر من السجن في فيفري 1973 وغادر البلاد عبر الحدود مع الجزائر وبقي بالخارج حتى صدر عفو شامل من طرف الرئيس زين العابدين بن علي سنة 1987 فرجع إلى تونس وكانت له إسهامات عديدة في أنشطة المجتمع المدني حتى بعد الثورة وخلال الحوار الوطني الذي جرى عام 2013 بعد أزمة سياسية خانقة في البلاد

مسيرة الرجل التصقت بالسنوات الاولى للدولة التونسية التي تخلصت من الاستعمار الفرنسي سنة 1956

فبرحله تكون تونس قد ودعت آخر رجل من الزمن البورقيبي بعد وفاة الباجي قائد السبسي كما عبر بعض التونسسين على  مواقع التواصل الاجتماعي حزنا على رحيل بن صالح

رحم الله  أحمد بن صالح 

الذي  راكم التجارب والخبرات والنضال من اجل المبادئ والقيم والاستقلال . مو من طينة الشخصيات الوطنية التي اختلافة واجتهدت وصارعت ووسجنت رغم هذا التقت مع شخصيات وطنية اخرى على حب تونس  كل ما يتمناه الشعب التونسي أن تجود علينا الثورة بنخبة سياسية بنفس القيمة الوطنية والاسهام في لاستكمال  بناء الدولة الديمقراطية  الوطنية الحديثة المستقلة 

عن +

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى