تُتابع مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل بانشغال تطورات الوضع الوبائي في مختلف ولايات الجمهورية، ولأنَ عدد الإصابات بفيروس كورونا في ارتفاع متواصل ببلدية الحامة من ولاية قابس أجرينا حوارا هاتفيا مع نائب رئيس بلدية الحامة السيد رضا غراب وذلك يوم الجمعة 21 أوت 2020 تاريخ الإعلان عن إقرار حظر التجول في معتمديتي الحامة والحامة الغربية:
بعد الإعلان عن حظر التجول، كيف ستضمنون التزام المواطنين بذلك؟
يأتي القرار على خلفية ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في صفوف المواطنين، فقد سجَلت 441 حالة إصابة بفيروس كورونا و5 وفيات. وقد سبق في الموجة الأولى للجائحة إقرار حظر التجول وكان ناجحا بنسبة كبيرة، صحيح أن التوقيت يختلف فقد كنا في فصل الشتاء ولكن نحن الآن في فصل الصيف والحظر مبكر نوعا ما حيث تم منع الجولان بالنسبة للعربات بمختلف أنواعها والأشخاص لمدة أسبوع من الساعة الخامسة مساء إلى حدود الساعة الخامسة صباحا. ويُستثنى في ذلك الحالات الصحية العاجلة وأصحاب العمل الليلي. إنَ المؤسسة الأمنية والعسكرية هما اللتان ستسهران على ضمان تطبيق حظر التجول. كما أنه كان هناك طلب كبير من المجتمع المدني بالقيام بحظر التجول هذا والأكيد أنهم سيساهمون في ضمان حسن تنفيذه.
لماذا وجَه رئيس بلدية الحامة نداء استغاثة؟ وما الذي يجعل من الوضع في الحامة كارثيا على حد تعبيره؟
كل ما في الأمر أن هذه الأزمة عرَت ضعف المؤسسات في الولاية وخصوصا المؤسسة الاستشفائية، فهي تشكو من ضعف حاد في التجهيزات والإطار الطبي. حيث أننا كبلدية أصبحنا نقوم بدورها في عدة أشياء أساسا في نقل المرضى فقد وفَرنا سيارة يقودها متطوعون عرَضوا أنفسهم للخطر. لقد لاحظنا سوءا في التسيير داخل المؤسسة. وطالبنا سابقا بتفعيل المستشفى المحلي بالحامة وتزويده بالتجهيزات والإطار الطبي اللازمين.
في ظلَ مؤسسات مفقَرة، بلدية الحامة تعيش ضغطا يوميا حادا ومع ذلك فإننا لا نجد مسؤولا للحديث معه وتبليغ مطالبنا واتهام وزير الصحة بالنيابة رئيس البلدية بأن تصريحه غير مسؤول يأتي بسبب عدم عيشه معنا على عين المكان.
ما هو تعليقك على البيان الاستنكاري للاتحاد الجهوي بالحامة؟
الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة عريقة ولا أحد ينكر دورها، ومن بين أعضاء لجنة الطوارئ بالبلدية، عضوان من الاتحاد المحلَي بالحامة. يبدو أن المعلومة التي بلغت بعض القياديين بالاتحاد خاطئة، فالأمر وما فيه أن هناك بعض النقابيين في المستشفى ساهموا في تدني الخدمات المسداة منذ فترة ما قبل الثورة. سابقا لم تعاني بلادنا أوبئة، وكنا نحاول دائما معالجة الأمور بالهدنة، ولكن خلال جائحة كورونا المواطن أصبح بحاجة ماسَة لعمل مؤسسته الاستشفائية مائة بالمائة.
خلال الموجة الأولى لجائحة الكورونا بداية السنة لم نحسَ بخطورة الوضع لأن بلدية الحامة سجلت 0 حالة ولكن اليوم وصلنا لأرقام مفزعة.
ليس لنا أي إشكال مع الاتحاد العام التونسي للشغل بل لدينا إشكال مع الكورونا: مرض يهدَد أهلنا إذ نرى الخطر يدَق بنا والوفيات أصبحت يومية، فقد توصلنا اليوم إلى 5 وفيات والعدد يمكن أن يكبر إذا لم نعالج الوباء بحكمة وبتظافر جهود جميع الأطراف. نحن في لحظة تجميع لا تفريق ونحبَذ لو أن يكون الجميع يد واحدة بدون حسابات سياسية أو إيديولوجية. بإذن الله سيكون لنا اتصالات مع قيادات الاتحاد لتوضيح سوء التفاهم الحاصل.
ما هي استعداداتكم للعودة المدرسية؟ وكيفية ضمان التباعد الاجتماعي داخل المؤسسة التربوية؟
سيكون لنا لقاءات مع الإدارة الجهوية للتربية للتنسيق في طريقة العودة المدرسية. ونحن كبلدية انطلقنا في السعي لتوفير التجهيزات اللازمة للعودة في المدارس والمعاهد بأسلم الطرق وليس لنا أي قرر بتأخير أو تعطيل العودة المدرسية لأبنائنا إلا إذا كان فيها خطر على صحتهم. وسنعمل على تذليل الصعوبات التي تشكو منها بلدية الحامة.
كلمة أخيرة:
علينا العمل على تهدئة الأوضاع فنحن في وضع يتطلب تجميع الجهود ومن له أي نقد لأسلوب أو طريقة عمل يكون بدون توتير الأوضاع والأعصاب. أيدينا ممدودة للجميع، ونحن في حاجة ماسَة للجميع فنحن فرد من هذه المدينة وعلينا النهوض بها بدون أيَ إقصاء.
حوار: إشراق بن حمودة قسم الإعلام والاتصال