تُتابع مؤسّسة الياسمين للبحث والتواصل إنجازات البلديَات في مختلف أنحاء الجمهوريَة للتصدَي لانتشار فيروس كورونا المُستجدَ. وفي هذا السياق أجرت مؤسَسة الياسمين حوارا مع السيَدة راضية بلحاج صالح رئيسة بلديَة زاوية قنطش، حيث كانت رئيسة البلديّة سبّاقة إلى اعتماد حزمة من الإجراءات الاستعجاليَة:
أنا ابنة المجتمع المدني منذ 2014 وكنت من أوائل النسوة اللاَتي ترأَسن بلديَات في ولاية المنستير بعد الانتخابات البلديَة 2018 وأوَل امرأة ترأَست بلدية زاوية قنطش ومُتجنَدة لخدمة تونس في حربها على فيروس كورونا المُستجدَ COVID-19.
كنت في الخطوط الأولى وعلى الميدان لمجابهة انتشار فيروس كورونا المستجد في زاوية قنطش، حيث رافقت أعوان النظافة في كافَة تنقَلاتهم كي يتشجَع ذلك العامل البسيط على القيام بمهامه على أكمل وجه. وبمبادرتي الخاصَة، قمت بصنع كمَامات لمختلف أعوان النظافة في المنطقة وحاليا أنا بصدد تجهيز كمَامات للأعوان البلديَن لفترة ما بعد الحجر الصحَي.
الإجراءات المتَخذة لمجابهة فيروس كورونا
مثل مختلف البلديَات في كامل أنحاء الجمهورية انطلقنا في تعقيم مختلف أنحاء زاوية قنطش نظرا إلى أَنَها لا تحتوي عددا كبيرا من السكان (7 آلاف مواطن) وبالتوازي مع عمليَة التعقيم الشاملة نقوم بانتظام بتعقيم المحلاَت المفتوحة للعموم لضمان سلامة المواطنين.
في زاوية قنطش، سجَلنا حالة إصابة وحيدة وافدة من بريطانيا وقمنا بالإجراءات الاستعجاليَة اللاَزمة بالتنسيق مع الإدارة الجهويَة للصحَة. حيث تمَ فرض الحجر الصحَي للمُصاب وعائلته وقمنا كبلديَة ومجتمع مدني بتوفير كافَة حاجياتهم الأساسية حتى لا ينقلوا العدوى لباقي المواطنين. وكإجراء وقائي، قمنا بتعقيم كافَة المحلاَت التي توجَهت لها زوجته وغلقها وقتيَا بعد أن أعلمتنا بذلك إلى حين صدور نتائج تحليل العائلة. وعندما تبيَن أنَ زوجة المُصاب لم تتلقَى عدوى من قبله قمنا بإعادة فتح هذه المحلاَت، وسرعان ما تماثل المُصاب للشَفاء نظرا إلى التزامه بالحجر الصحَي الذاتي.
وفي مرحلة ثانية، قمنا بتعقيم الحاويات بمادَة الجير، فالجير يقتل مختلف الفيروسات وعديد البلديَات في ولاية المنستير نسجت على منوالنا نظرا إلى فاعليَة مادَة الجير في قتل الفيروسات.
وبالتوازي مع ذلك، نُعقَم يوميا مكتب البريد والفضاء التجاري “مونوبري” نظرا إلى الحركيَة الموجودة داخلهما. وبالتداول نقوم بتعقيم مركز الشرطة وشرطة المرور بالتنسيق مع بلديَة جمَال. فالمراكز الأمنية تستقبل يوميَا عشرات المواطنين ما يستدعي منَا تعقيمها يوميَا لحمايتهم. حتَى وأنَنا توجَهنا إلى تعقيم المحلاَت المفتوحة للعموم من الداخل.
وسعيا لمجابهة ارتفاع الأسعار ومقاومة الاحتکار نظَمنا يوم الجمعة 3 أفريل حملات مراقبة مشترکة بين وزارتي الصحة والتجارة والبلدية للمحلات المفتوحة للعموم بالمنطقة البلدیَة لمواجهة احتكار بعض المواد الغذائية.
وبعد أن قمنا بتوزيع الدفعة الأولى من المساعدات منذ الإعلان عن الحجر الصحَي الشامل، اجتمعت لجنة مجابهة فيروس كورونا بمعتمديَة جمَال يوم 20 أفريل مع المجتمع المدني لتوحيد الجهود والنظر في کیفیَة توزيع إعانات التضامن الوطني على الفئات المعوزة بمناسبة حلول شهر رمضان من خلال إعداد قائمة المُستهدفين من حملات التبرَع وتحديد مراحل توزیع المساعدات والتَبرعات التَی سیُؤمنَها عدد من المتطوَعين في الجهة
حاليَا، وفي إطار الحملة الوطنيَة لوقاية الحشرات نحن بصدد القيام بقلع الأعشاب الطفیلیة وردم المستنقعات ليتمَ بعد ذلك رشَ الأدوية.
قراءتك للمنشور الحكومي عدد9 حول وجوب التنسيق مع السلط المركزية
هناك بعض البلديَات التَي اتَخذت قرارات خاطئة ولذلك تمَ سنَ المنشور في اعتقادي، وشخصيا ليس لديَ أيَ إشكال في التنسيق المُسبق لأنَنا حلقة متكاملة ونحن في مرحلة حسَاسة واستثنائيَة تقتضي ذلك.
رسالة إلى السلطة المركزيَة:
نحن نُعاني من كارثة بيئيَة ونُطالب الجهات المُختصَة بتسخير طائرة لرشَ مبيد الحشرات على منطقة البحيرة وهي عبارة عن واد مالح تتجاوز مساحته 40 هكتارا، وتقوم محطَة التطهير بصبَ المياه الملوَثة والأوساخ في هذا الواد غير مبني الحواف ما يتسبَب في ركود المياه و”الحماضة” ما يُشكَل بيئة خصبة لتنامي الحشرات.
السيَدة راضية بلحاج صالح رئيسة بلديَة زاوية قنطش، معتمدية جمَال، ولاية المنستير
حاورتها إشراق بن حمودة قسم الإعلام والاتَصال