الرئيسية / الحوكمة / بلديَة منزل جميل في مجابهة الوباء: حوار مع نور الهدى الذكواني رئيسة لجنة التعاون اللاَمركزي ببلدية منزل جميل

بلديَة منزل جميل في مجابهة الوباء: حوار مع نور الهدى الذكواني رئيسة لجنة التعاون اللاَمركزي ببلدية منزل جميل

حب الوطن ليس مجرد حكاية تحكى أو كلمات تقال بل حب قائم على مبدأ وإخلاص وغاية

فالوطن هو عيوننا التي نرى بها وقلوبنا التي تنبض بها.

 

ماهي الإجراءات المُتَبعة في إدارة الازمة زمن الوباء؟

téléchargement (2)كما هو معلوم للجميع تمرَ بلادنا كسائر بلدان العالم بوضع استثنائي على جميع الأصعدة حيث أن تفشَي وباء الكورونا شكَل أزمة كبيرة في تونس لامست وتمَاست مع كافَة المجالات السياسيَة، الاقتصاديَة والاجتماعيَة، شكَلت هذه الأرضيَة المتحرَكة تحديَا كبيرا أمام تجربة الحكم المحلي عموما وعلى رأسها المجالس البلديَة المنتخبة في كيفية التصدَي وإدارة الأزمات واستنباط حلول فوريَة كفيلة للخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار الممكنة، حيث برز دور السلطة المحلية في مجموعة من التدخَلات السريعة الضامنة لسلامة المواطنين. فمنذ بداية ظهور فيروس كورونا كانت بلديَة منزل جميل سبَاقة في إقرار جملة من الإجراءات لضمان سلامة مواطني منزل جميل: العزيب ومغراوة، وكذلك ملتزمة بالشروط الوقائيَة الصحيَة قبل صدور أيَ قرار من السلط المركزية حيث كانت بداية العمل الفعلي بتنظيم يوم تحسيسي للتوقَي من فيروس كورونا المستجدَ بالشراكة مع الإدارة الجهوية للصحَة وذلك لتفسير خطورة انتشار هذا الفيروس وأهم الطرق الوقائية الصحيَة للتصدَي له. وفي الأثناء تمَ تكوين خلية أزمة للتطرَق لأهم النقاط المساهمة بصفة فعَالة في عدم تواجد هذا الفيروس من خلال إجراءات فورية ومستعجلة ساهم فيها أبطال المرحلة: أعوان النظافة والشرطة البيئية المتواجدون دائما في الميدان حيث قامت بلدية منزل جميل بحملة تحسيسية وعملية تنظيم للسوق الأسبوعي وترسيم المسافة المسموح بها لتجنب الاكتظاظ ومنع انتصاب بائعي الدجاج الحي ذلك لتجنب التجمعات وحفاظا على سلامة المواطنين. وللمزيد من الإجراءات الوقائية انعقدت جلسة عمل استثنائية بين بلدية منزل جميل والمعتمدية بحضور كل من السلطة الأمنية والشرطة البلدية والشرطة البيئية وذلك لضبط خطَة عمل لمقاومة انتشار الوباء تمَ من خلالها العمل الفعلي وذلك من خلال جولة توعوية للمحلاَت المفتوحة للعموم والمقاهي حرصا على سلامة متساكني المنطقة البلدية من فيروس كورونا المستجد بالشراكة مع الإدارة الجهوية للصحة. كما تمَ منذ بداية ظهور الفيروس تركيز جهاز للاستشعار الحراري ببلدية منزل جميل يعمل على قياس درجة حرارة كل الوافدين على البلدية بهدف رصد الأشخاص الحاملين لعلامات فيروس كورونا. هذا وتمَ القيام بحملة ميدانية توعوية تحت إشراف السيدة حياة قداشة المنسقة الجهوية للصحة شملت كامل المنطقة البلدية وذلك لتوعية متساكني منزل جميل بخطورة الوضع وحثَهم على تطبيق القرارات الصادرة عن رئاسة الحكومة.

أصدرت فيما بعد بلدية منزل جميل بلاغا ينصَ على غلق جميع الحمامات وقاعات الأفراح وقاعات الرياضة وقاعات الأنترنيت والألعاب ومنع كل التظاهرات والتجمَعات الخاصَة والعامَة وتحديد مسافة مترين بين الطاولات بالمقاهي والمطاعم على ألَا يتجاوز العدد نفرين بكل طاولة وإلزام جميع المحلات التجارية باستعمال القفازات الصحية والفصل بين أعوان إسداء الخدمات وأعوان الاستخلاص. وجَهت البلديَة دعوة إلى المجتمع المدني والجمعيات لمعاضدة جهودها في مكافحة الفيروس حيث لبَوا النداء وكانوا السند في تسهيل العديد من الإجراءات والقوانين التي أصدرتها البلدية، حيث تمَ تعقيم العديد من الأماكن الحساسة في المدينة التي يتكاثف فيها المواطنين. وفي خطة إجرائيَة لها، تمَ القيام بجلسة عمل للمجلس البلدي قرَر على إثرها التشديد على ضرورة احترام الحجر الصحي وأيَ مخالفة لذلك قد تؤدي بصاحبها للتَتبعات العدلية أو عقوبة سجنية ومالية.

ما هو دور المجتمع المدني في معاضدة المجهودات المحلية؟

لعب المجتمع المدني دورا مهمَا في مشاركته الفاعلة مع البلدية وكل السلط المحلية حيث تمَ تكوين خلية أزمة على النطاق المحلي لتطويق تفشي فيروس كورونا. كما تمَ تحديد قائمة في العائلات محدودة الدخل بالتنسيق مع المعتمدية وإدارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية والعُمد وذلك لتوفير كافَة احتياجات المواطنين في حياتهم اليومية بصفة عادية. هذا العمل المتواصل والدؤوب واليومي ساهمت فيه البلدية كسلطة محلية وكذلك المواطن كشريك أساسي في عملية تفعيل الحكم المحلي حيث كان المجتمع المدني والمتطوعون منذ البداية متواجدين في الميدان لمعاضدة مجهودات بلدية منزل جميل للتصدي من هذا الفيروس.

أمَا البلديَة فقد تمَ الاتفاق فيها على الاقتصار على الخدمات الدنيا بالحالة المدنية كتسجيل الولادات وتسجيل وفيات وتراخيص الدفن وبقي نشاط البلدية متواصلا كالمعتاد:

-فريق صباحي وآخر ليلي لرفع الفضلات.

-فريق ليلي يسهر على كنس الأنهج والعناية بجمال المدينة.

-فريق للتعقيم اليومي للإدارات العمومية والنهج.

-صيانة التنوير العمومي.

أمَا نشاط الشرطة البيئية فقد اقتصر على تخصيص عونين لتأمين الدخول للسوق البلدي على ألاَ يتجاوز العدد الجملي داخل السوق 10 أفراد وتحديد عونين للمتابعة والمراقبة اليومية لكل التجاوزات ومنع الانتصاب الفوضوي بالمنطقة البلدية.

بالتعاون مع الاتحاد الجهوي للمكفوفين وثلَة من المتطوعين الشباب، كانت بلدية منزل جميل سبَاقة في توزيع الحوالات البريدية خارج مركز البريد لتمكين كافَة المستحقين المعوزين من الحوالات البريدية دون تدافع من شأنه أن يسبب انتقال فيروس كورونا.

إنَ التعاون المشترك واللَحمة المجتمعيَة بين السلطة المحلية والمواطنين كانت متواجدة منذ ظهور الفيروس وجسَدتها العديد من الأعمال التطوعيَة التي شارك فيها عديد الشباب، كذلك نقابة الفلاحين التي ساهمت في حملة تعقيم جابت معظم أنهج منزل جميل والعزيب ومغراوة.

وأمام تدهور الوضع الاجتماعي لبعض العائلات، عملت البلدية بالتعاون مع معتمدية منزل جميل العمل، في إطار اللجنة المحلية، على تجميع وتوزيع المساعدات العينية للأسر المعوزة حيث تم تكوين تنسيقية خاصة بكافة الجمعيات والكشافة فوج منزل جميل لتسهيل العمل وتجميع التبرعات العينية لمجابهة فيروس كورونا حيث يتواصل هذا العمل بمد تضامني جمعتنا فيه العلاقات الجماعية والجدية لخدمة الوطن.

كيف تقيمين تجربتكم مع مؤسسة الياسمين؟

التجربة التي عشتها مع مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل كانت تجربة فريدة من نوعها وذلك من خلال الدورات التدريبية التي قدَمت لي الإفادة في عملي كمستشار بلدي وجعلتني أنتبه لتفاصيل العمل البلدي في كامل مجالاته. كما حصلت بتفعيل الدور الهام للتواصل المباشر بين السلط المحلية والمجتمع المدني حيث فتح الأبواب لمشاريع مجتمعية يتجلى فيها الدور التشاركي الفعال للمواطن مع البلدية وكما أن التجربة مع المؤسسة ساهمت عبر الدورات التكوينية والتعرف على أبناءها في غرس روح المبادرة والتعاون المشترك حيث سهَلت العديد من النقاط التدريبية التعامل مع الأزمات على المستويين الداخلي والخارجي. كما مكَنتنا من أدوات التعامل الإيجابي والتشاركي مع منظمات المجتمع المدني خاصَة وهذا ما نجني ثماره في عملنا صلب مجلسنا البلدي ومع أبناء مدينتنا داخل اللجنة المحلية لمجابهة فيروس كورونا حيث العمل المشترك والثقة في نجاحنا من أجل منزل الجميل أفضل.

نور الهدى الذكواني، رئيسة لجنة التعاون اللاَمركزي ببلدية منزل جميل والمُخاطب الوحيد لدى رئاسة الحكومة باللجنة المحلية لجمع التبرعات للفئات الاجتماعية الهشة المتضررة من جائحة الكورونا بمنزل جميل.

حاورها شرف الدين عمار : منسق ميداني بمؤسسة الياسمين للبحث و التواصل

عن +

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى