تستنفر البلديات هذه الفترة لمجابهة فيروس كورونا باعتبار أن للسلطة المحلية دور أساسي ومحوري في مواجهة مخاطر وتداعيات هذا الوباء وذلك من خلال المتابعة والرصد والزام الجميع بالسلوكيات الوقائية الصادرة عن السلطة المركزية ، فقد تعد المجالس البلدية اليوم من أقوى جنود الحرب على فيروس كورونا على غرار الأجهزة الطبية والأجهزة الأمنية.
ورغم ضعف الإمكانيات المادية والبشرية التي تعانيها معظم البلديات والأفتقار للموارد المالية واخرى محدودية الامكانيات اللوجستية لنقول أنها منعدمة في بعض بلديات المناطق الداخلية للدولة التونسية الذي يقتصر دورها على اصدار القرارات دون القدرة على تنفيذها على أرض الواقع مما يجعل هذه الهياكل في حالة شلل تام وهذا يمثل من أهم النقاط السوداء للحكم المحلي، ورغم ذلك تلعب البلديات اليوم دور مهم في مجابهة فيروس كورونا بحكم علاقتها المباشرة مع المواطن.
وفي هذا الاطار، نظمت مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل حوار مع مساعد رئيس بلدية المروج مروان العمدوني باعتبار أن المؤسسة تهتم بالشأن المحلي وبتقييم واقعها وجودة الخدمات البلدية إلى جانب سعيها لخلق الفضاءات المشتركة بين المواطنين والبلديات لترسيخ الديمقراطية التشاركية المحلية.
وذكر مساعد رئيس البلدية أن منذ ظهور الحالة الأولى لفيروس كورونا في تونس انطلقت مجموعة من شباب بالشراكة مع المجتمع مدني في حملات التعقيم والتنظيف بمنطقة المروج من ولاية بن عروس والعمل على حملات توعوية لحث المواطنين في تغيير سلوكياتهم خوفا من المخاطر التي يمكن أن ينجر عليها الفيروس المستجد.
لكن مع تزايد حالات الاصابة بفيروس كورونا في البلاد تدخلت البلدية على الخط لتطبيق التعليمات والأوامر الحكومية من خلال تشكيل “لجنة انقاذ” من قبل أعضاء البلدية لوضع استراتيجية لمكافحة الجائحة وانطلقت دوريات مراقبة مكثفة لمنع الشيشة من المقاهي والحرص على غلق المطاعم في هذه الفترة الاستثنائية ومتابعة الى أي مدى التزمت هذه الفضاءات بالأوامر الصحية وذلك بالتعاون مع الدوريات المشتركة بين البلدية وأعوان الشرطة البيئية والأمن العمومي، حيث اعتبر العمدوني أن بلدية المروج كانت سباقة في اتخاذ الاجراءات حتى قبل الاعلان عن الحجر الصحي الشامل وذلك من خلال التنسيق مع وزارة التجارة لمنع الاحتكار مع تواصل التنسيق بين المسؤولين البلدين، ورغم الإمكانيات المحدودة للبلدية الا أنها عملت على توظيف بعض من موردها واستعانة على بعض رجال أعمال المنطقة وأهل الخير لتقديم المساعدات العينية، كما ساهت بعض المنظمات مثل الهلال الأحمر والكشافة التونسية في مساعدة أعوان البلدية في تعقيم الادارات والشوارع وحتى المحلات التجارية في المنطقة.
وأضاف العمدوني أن التنازع بين السلطة المركزية واللامركزية خاصة بعد منشور رئيس الحكومة الذي حذر فيه السلطة المحلية من أخذ القرارات بدون الرجوع للسلطة المركزية والتي لم تتحمل المسؤولية عند تسجيل حالة وفاة لشخص قاطن بمدينة المروج بسب فيروس كورونا وعولت على مجهودات البلدية الخاصة رغم اتصالنا بالسلطات المعنية فقد تكفلت البلدية بنقل الجثة وعلى سبيل هذا المثال يجب على السلطتين تحمل المسؤولية والابتعاد على التجاذبات للتظافر جميع المجهودات للخروج من الكارثة الوبائية.
“كلنا يد واحدة” هكذا عبر مساعد رئيس بلدية المروج مروان العمدوني في اجابة عن سؤال عن دور المجتمع المدني في ادارة أزمة الوباء، حيث اعتبره ركيزة من الركائز لمجابهة الكارثة الانسانية فبالتعاون مع المجتمع المدني تمكنت البلدية من نقل المعونات ومساعدة أعوان النظافة في مهامهم.
وأضاف مساعد رئيس بلدية المروج “أنا ابن المجتمع المدني” فالتجربة الذي عشها مع مؤسسة الياسمين في عدت مشاريع تعلم منها روح المسؤولية و”خاصة الصبر” للوصول للهدف، فقد اعتبرها تجربة جنى ثمارها هذه الفترة، وعبر أن تجربته في مؤسسة الياسمين كانت فريدة من نوعها، فقد ساهمت هذه المشاريع في انجاح عدة مبادرات اجتماعية في مناطق مختلفة كما اعتبر مشاركته في عدة مبادرات ميدانية في المجتمع المدني خلقت فيه روح التضامن والانضباط خاصة من خلال الدورات التكوينية المستمرة التي تلقها طيلة مشاركته في المشاريع داخل مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل .
بقلم: منال بن يحى