مع استمرار انتشار وباء فيروس كورونا حول العالم”COVID-19″، فإنَ الشائعات والأخبار الزائفة في انتشار معه ما يُحتّم على وسائل الإعلام اتّباع عدَة معايير للتثبَت من مصداقية الأخبار وموثوقيَة مصادرها خصوصا تلك المتداولة على الفايسبوك. في هذا السياق، يبرز الدور المهمّ لصحافة التحرَي في الوقائع “Fact-Checking Journalism” التي تقوم على التحرَي في الوقائع والأخبار المتداولة والتدقيق فيها بهدف تقصّي الحقيقة وإنارة الرأي العام.
انتشر على الفايسبوك ما صرّح به مدير مؤسسة الآراء “سيغما كونساي” لإذاعة خاصَة يوم الأحد 15 مارس، ومفاده أن الشخص الحامل لفيروس الذي له فرصة الاحتكاك بـ 50 شخصاً، له القدرة على نقل العدوى والتسبّب في وفاة أكثر من 14 ألف شخص. هذه الأرقام الضخمة غير المثبت صحّتها من شأنها التأثير في سيكولوجيّة الرأي العام في هذا الظرف الحسّاس الذي تعيشه البلاد. لذلك على المؤسسات الإعلامية تجنَب عرض مثل هذه النتائج التي تعرضها مؤسسات سبر الآراء في الظروف الاستثنائية والحالات الخاصّة -مثل ظرف انتشار فيروس كورونا. وذلك لتجنَب انتشار الذعر في صفوف المجتمع التونسي. كما أنَه من الضروري التحرَي والتدقيق في هذه الإحصائيات وإن كانت علميَة خاصّة زمن الأزمات. والصحفي مطالب بالتحرَي في الإحصائيات والأرقام التي تصدرها مؤسسات سبر الآراء قبل نشرها للعموم وهذا من أبرز مهام صحافة التحري في الوقائع. وفي هذا السياق، نشرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين نشرة توجيهية خاصَة بهدف حماية الصحفيين والعاملين بالمؤسسات الإعلامية في هذه الفترة الحرجة حيث أكدَت على ضرورة التثبت من الأخبار المُنتشرة في مواقع الشبكات الاجتماعية خصوصا، والتحرَي في نقلها لتجنب الإثارة وتعزيز القوالب النمطية والتخويف وإثارة الهلع. كما دعت الصحفيين إلى ضرورة الالتزام بالدقة والمسؤولية في تغطية المواضيع المتعلقة بفيروس كورونا، واعتماد الجهات الرسمية والطبية المختصة كمصدر أساسي للمعلومة، وفسح المجال أكثر ما يمكن لإطارات وزارة الصحة للحديث في وسائل الاعلام وبث توجيهاتهم ومعطياتهم.
يجدر الإشارة إلى الجهود التي تبذلها شركات مواقع التواصل الاجتماعي لمنع انتشار الأخبار الزائفة حول الجائحة كورونا حيث يقع محو المعلومات المضلّلة حول الفيروس. ولكن رغم هذه الجهود، يبقى دورالصحفي جوهريا في التثبَت في مصداقيَة الخبر قبل نشره.
بقلم إشراق بن حمودة قسم الإعلام البحثي 2020