يمثّل المرسى العتيق القلب النّابض لمدينة بنزرت الشماليّة ويُعد أحد أجمل الأحواض بالبحر الأبيض المتوسّط مما جعله وجهة سياحيّة وثقافيّة ومتنفّسا للعديد من الزّوّار والسّيّاح.
إلاّ أنّ هذه المنطقة أصبحت تعاني التّهميش على المستوى البيئي نتيجة لتعدّد مصادر التلوث وهو ما دفع شباب المنطقة من النّشطاء في برنامج “مواطنون فاعلون” إلى بعث مشروع ثقافي بيئي أطلقوا عليه اسم “حومتي ونغار عليها” يعبّر عن روح الإنتماء للمنطقة من قبل كل متساكني ولاية بنزرت ويهدف إلى جعلها وجهة تغري السّائح بتفاصيلها التّراثيّة ومخزونها الحضاري وجمالها الأخّاذ.
تقديم المشروع
مشروع “حومتي ونغار عليها” هو مشروع اجتماعي من تنفيذ شباب “مواطنون فاعلون” من جهة بنزرت، وهو مشروع ذو محور ثقافي بيئي يتوجّه إلى سكّان المرسى القديم بالجهة (الذي يضم القصيبة والمدينة العربي) وإلى زوّار المنطقة. ويهدف المشروع إلى تثمين وتعزيز مكانة المرسى القديم والدفع نحو جعله منطقة سياحيّة، كما يعمل المشروع على تفعيل مبدأ التّشاركيّة والمواطنة الفاعلة في المجالين الثّقافي والبيئي وذلك من خلال مقاه شبابيّة وحملات تحسيسيّة ودورات تكوينيّة في الحفاظ على البيئة.
ويتم تنفيذ المشروع بالشّراكة مع بلدية بنزرت ومعتمديّة بنزرت الشماليّة والمندوبيّة الجهويّة للشّؤون الثّقافيّة بالمنطقة بالإضافة إلى المجلس الجهوي للشّباب ببنزرت وجمعيّة صيانة المدينة ونشطاء المجتمع المدني بالجهة.
وقد تمّ الإنطلاق في تنفيذ هذا المشروع منذ 15 مارس الماضي وتواصل إلى نهاية شهر أفريل 2017 بإشراف من مؤسّسة الياسمين للبحث والتّواصل وتمويل من المجلس الثّقافي البريطاني. وللتّذكير فإنّ هذا المشروع يأتي في إطار برنامج “مواطنون فاعلون” الذي تنفّذه مؤسّسة الياسمين للبحث والتّواصل بالشّراكة مع المجلس الثّقافي البريطاني منذ 17 ديسمبر من السّنة الماضية، حيث تلقّى شباب ولايات تونس الكبرى وولايتيّ بنزرت ومدنين دورات تكوينيّة في المواطنة الفاعلة والتّنمية الاجتماعيّة تمكّنوا على إثرها من صياغة والإنطلاق في تنفيذ عدد من المشاريع لفائدة أحيائهم ومناطقهم داخل هذه الولايات التي من شأنها أن تساعد في التّنمية الاجتماعيّة والتّنمية المستدامة.