في إطار برنامج “مواطنون فاعلون” يقوم مجموعة من شباب ولاية مدنين بتنفيذ مشروع اجتماعي في منطقة بني معقل (جربة) لفائدة متساكنيها لا سيما الشباب المتراوحة أعمارهم بين 13 و25 سنة.
وتتبع بني معقل معتمدية جربة ميدون وهي قرية تفشت فيها آفات الانحراف وتعاطي المخدرات والكحول والعزوف عن الشأن العام المحلي والوطني، وهو ما دفع هذه المجموعة للتفكير في تنفيذ مشروع اجتماعي للحد من هذه الظواهر والعمل على مقاومتها من خلال توعية هؤلاء الشباب وتشريكهم في الحياة العامة.
تقديم المشروع
” ما تضرهاش” هو مشروع ذو محور ثقافي يهدف إلى معالجة ظواهر الانحراف والعنف لدى شباب بني معقل. فمن خلال استبيانات قام بها الشباب المشارك في برنامج “مواطنون فاعلون” تبيّن لهم أن نسب انحراف الشباب آخذة في الارتفاع.
وقد تم تحديد هذا المشكل عقب دراسات واستبيانات ميدانية كشفت عن غياب فضاءات الترفيه وغياب التأطير والتكوين واتساع أوقات الفراغ لدى هذا الشباب العاطل والعازف عن كل أشكال المشاركة في الحياة العامة والفعل المواطني.
وعمل القائمون على مشروع “ما تضرهاش” على تأطير عدد من هؤلاء الشباب وتكوينهم في العمل الجمعياتي وآليات المشاركة.
وعمل أصحاب المشروع كذلكك على إقامة حملات تحسيسية ولقاءات حوارية مع شباب بني معقل واجتماعات مع أولياء التلاميذ بالمدارس والمعاهد لتكوينهم وتحفيزهم على حماية أبنائهم من الانحراف عبر دفعهم إلى الاهتمام بالشأن العام والمشاركة في الأنشطة الثقافية والرياضية والعمل الجمعياتي والمواطني.
وقد تم تكوين 20 شابا في مجالات العمل الجمعياتي والشأن المحلي وتشريك 30 شابا في النادي الذي تم بعثه في إطار هذا المشروع بدار الشباب والذي كان منطلقا لعدد من الحملات التحسيسية والتظاهرات الفكرية التي عمل على إنجاحها وتأثيثها 40 شابا من أبناء بني معقل.
وقد تمت بالفعل إقامة 4 حصص تكوينية وعرض أفلام تحسيسية في مقاه شبابية وحلقات نقاش وإقامة عرضين في الشارع للعموم والاجتماع مع الأولياء بمشاركة 300 تلميذ.
وقد استعمل أصحاب المشروع وسائل التواصل الاجتماعي فقاموا من خلالها بنشر عددا من الرسائل التحسيسية والومضات التوعوية لفائدة أبناء قريتهم. ويسعى النشطاء الى الحفاظ على ديمومته من خلال النادي الذي أسسوه بدار الشباب الذي سيضمن مزيدا من الأنشطة والأفكار الجديدة مستقبلا.
وقد نجح باعثو المشروع في إيجاد شركاء لهم عملوا معهم على إنجاح مشروعهم الاجتماعي وهم: البلدية، دار الشباب، المدرسة الأساسية ببني معقل، جمعية الكرامة للعمل الخيري، جمعية “مدى” للمواطنة والتنمية، والمكونان سليمان طبيب ونجوى بن خميس من أبناء جهة مدنين.
وقد تم الانطلاق في تنفيذ هذا المشروع منذ 15 مارس الماضي ويتواصل إلى نهاية ماي الجاري بإشراف من مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل وبتمويل من المجلس الثقافي البريطاني. وللتذكير فإن هذا المشروع يأتي في إطار برنامج “مواطنون فاعلون” الذي تنفذه مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني منذ 17 ديسمبر من السنة الماضية، حيث تلقى شباب ولايات تونس الكبرى وولايتي بنزرت ومدنين دورات تكوينية في المواطنة الفاعلة والتنمية الاجتماعية تمكنوا على إثرها من صياغة عدد من المشاريع الاجتماعية لفائدة أحيائهم ومناطقهم .