تقع مدينة برج السدرية على بعد 20 كيلومترا فقط جنوب شرق العاصمة تونس، وهي واحدة من أهم مدن الضاحية الجنوبية حيث تعدّ حوالي 9000 ساكن وتتبع إداريا بلدية حمام الشط من ولاية بن عروس.
وتتميّز المدينة باحتوائها على المركب العلمي والقطب التكنولوجي حيث تستقطب مئات الطلبة سنويا إضافة إلى كونها تعمل على تعزيز اليد العاملة ذات الكفاءة والمستوى العلمي والتكنولوجي إضافة إلى العمل في مجالي البحث العلمي والتطوير التكنولوجي.
وفي إطار برنامج “مواطنون فاعلون”، بعمل شباب من المدينة على تنفيذ مشروع اجتماعي لفائدة أهالي مدينتهم تحت اسم “كيف كيف”، وهو مشروع سيستفيد منه بشكل خاص ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال فاقدي السمع.
تقديم المشروع
مشروع “كيف كيف” هو مشروع اجتماعي يتم تنفيذه بالشراكة مع جمعية فاقدي السمع ببرج السدرية ويستهدف الأطفال فاقدي السمع والإطار التربوي ويهدف إلى صقل مواهب هؤلاء الأطفال وقدراتهم وتشجيعهم على الإبداع والابتكار والإنجاز.
ويعمل منفذو المشروع على خلق جسور للتواصل بين فاقدي السمع وأوليائهم والمحيطين بهم إضافة إلى تخصيص حصص تكوينية في المواطنة الفاعلة للعمل على إكساب هؤلاء الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مهارات وكفاءات لتحقيق نوع من الاستقلالية الاقتصادية والاستقلال الشخصي داخل المجتمع.
وسيعمل باعثو المشروع الاجتماعي “كيف كيف” مع هؤلاء الأطفال على تزويق مركز الأطفال فاقدي السمع ببرج السدرية وإنجاز صناعات يدوية سيتم عرضها لاحقا للعموم، حتى يتسنى إدماجهم في الحياة العامة وفتح آفاق لهم في المستقبل المهني وإكسابهم ثقة بالنفس. كما سيتم العمل على تمكين الإطار التربوي بالمركز والاولياء والمحيط الاجتماعي لهؤلاء الأطفال من مهارات الفهم والتواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
وينتظر أن يتم العمل على ديمومة عرض منتوجات الأطفال فاقدي السمع في شكل مهرجان يهدف إلى استقطاب ممولين بالتنسيق مع وزارة المرأة والطفل لجلب مختصين في الصناعات التقليدية والصناعات اليدوية للعمل على تطوير مهارات هؤلاء الأطفال وإكسابها مزيدا من الحرفية.
وقد تم الانطلاق في تنفيذ هذا المشروع منذ 15 مارس الماضي ويتواصل إلى غاية 30 أفريل الجاري بتمويل من المجلس الثقافي البريطاني.
وللتذكير فإن هذا المشروع يأتي في إطار برنامج “مواطنون فاعلون” الذي تنفذه مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني منذ 17 ديسمبر من السنة الماضية، حيث تلقى شباب ولايات تونس الكبرى وولايتي بنزرت ومدنين دورات تكوينية في المواطنة الفاعلة والتننمية الاجتماعية تمكنوا على إثرها من صياغة عدد من المشاريع الاجتماعية لفائدة أحيائهم ومناطقهم داخل هذه الولايات والشروع في تنفيذ مشاريع اجتماعية من شأنها أن تساعد في التنمية الاجتماعية والتنمية المستدامة.