تعتبر مدينة سيدي حسين والتي تعرف أيضا بسيدي حسين السيجومي واحدة من أكبر الأحياء التابعة لولاية تونس والقريبة من العاصمة تونس. وهي كأغلب الأحياء الشعبية التي تشهد كثافة سكانية وعمرانية تعرف نقائص عدّة لا سيما على مستوى البنى التحتية إضافة إلى غياب شبه تام للأنشطة المواطنية والثقافية والبيئية على المستوى المحلي وخارج الأطر المؤسساتية التي لم تعد تكفي لسدّ الاحتياجات مع تنامي عدد السكان.
ومن خلال استبيانات واستطلاعات للرأي قام بها شباب من المدينة ينشطون في إطار برنامج “مواطنون فاعلون”، تبيّن أن أغلب شباب المنطقة غير منخرطين في أي نشاط ثقافي وغير واعين بالمشكل البيئي المتفاقم بالمدينة وأغلب أحيائها وضواحيها، وهو ما جعل هؤلاء الشباب ينفذون مشروعا اجتماعيا لفائدة الأهالي والمتساكنين تحت اسم “انتج يا حومة”.
تقديم المشروع
مشروع “انتج يا حومة” هو مشروع اجتماعي من تنفيذ شباب “مواطنون فاعلون” من جهة تونس وتحديدا من مدينة سيدي حسين، وهو مشروع ثقافي وبيئي يستهدف الشباب المتراوحة أعمارهم بين 12 و30 عاما والمحيطين بهم كالأصدقاء والمعارف والعائلة. وسيستفيد من هذا المشروع تلاميذ معهدا الامتياز وابن أبي الضياف ومعهد فوغالي الخاص إضافة إلى الإطارات التربوية بهذه المعاهد وأولياء التلاميذ.
وخلال فترة التحضير لتنفيذ المشروع، عمل منفذو مشروع “انتج يا حومة” على إيجاد شركاء في المشروع كالمركب الشبابي والرياضي بسيدي حسين والبلدية ومؤسسة الياسمين للبحث والتواصل. وسيعمل المشروع على دمج الفئات المستهدفة في الحياة العامة والشأن المحلي من خلال تشريكهم في النشاط الثقافي والعمل على رفع درجات وعيهم البيئي من خلال تأطيرهم وتكوينهم وتمكينهم من فرص لصقل مواهبهم وممارسة هواياتهم.
ومن الأهداف الخاصة للمشروع أنه سيعمل على إحداث مجلس بلدي شبابي إضافة إلى توفير الأطر والفضاءات للتنشيط الثقافي من خلال التنسيق مع بلدية سيدي حسين وعدد من الجمعيات بالمدينة.
كما سيعمل المشروع في ما يتعلق بالأنشطة البيئية بالتنسيق مع المركب الشبابي والطفولي بمنطقة الجيّارة التابعة لسيدي حسين على تشريك 50 شابا في أنشطة بيئية مختلفة بهدف تحسين الأوضاع البيئية بالمدينة وعدد من أحيائها.
ويعمل منفذو مشروع “انتج يا حومة” حاليا على التسويق لمشروعهم من خلال لقاءات إعلامية وتنظيم أيام تكوينية (دورة تكوينية يوم الأحد الفارط 16 أفريل 2017 بنزل الهناء بتونس) وكذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي والانترنات.
وقد تم الإنطلاق في تنفيذ هذا المشروع منذ 15 مارس الماضي ويتواصل إلى غاية أواخر ماي الجاري بإشراف من مؤسسة الياسمين وتمويل من المجلس الثقافي البريطاني. وللتذكير فإن هذا المشروع يأتي في إطار برنامج “مواطنون فاعلون” الذي تنفذه مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني منذ 17 ديسمبر من السنة الماضية، حيث تلقى شباب ولايات تونس الكبرى وولايتي بنزرت ومدنين دورات تكوينية في المواطنة الفاعلة والتننمية الاجتماعية تمكنوا على إثرها من صياغة عدد من المشاريع الاجتماعية لفائدة أحيائهم ومناطقهم داخل هذه الولايات والشروع في تنفيذ مشاريع اجتماعية من شأنها أن تساعد في التنمية الاجتماعية والتنمية المستدامة.