الرئيسية / الحوكمة / متابعات ندوة غدًا تونس: التحديات الحضرية ومبادرات المشاركة المواطنية

متابعات ندوة غدًا تونس: التحديات الحضرية ومبادرات المشاركة المواطنية

انعقدت يوم الأربعاء 22 مارس 2017 ندوة من تنظيم مجلة أرشيبات (Archibat) والجمعية التونسية لمخططي المدن حول التحديات الحضرية ومبادرات المشاركة المواطنية بحضور ومشاركة وزارات التجهيز والنقل والشؤون المحلية والبيئة وعدد من بلديات تونس الكبرى وكل من المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير (ENAU) والمعهد العالي لتكنولوجيات البيئة والعمران والبنيان (ISTEUB) والجامعة الوطنية للمدن التونسية والجامعة الوطنية للباعثين العقاريين (FNPI)، ومؤسسة الياسمين للبحث والتواصل (JFRC). وقد انطلقت أشغال الندوة في حدود الساعة التاسعة صباحا بكلمة افتتاح للسادة حاتم كحلون، رئيس الجمعية التونسية لمخططي المدن، وآمال السلامي، مديرة مجلة أرشيبات، وروضة العربي، مديرة التعمير.

وقد انتظمت خلال الندوة في فترتيها الصباحية والمسائية طاولتان مستديرتان نشطهما كل من السيد ياسين التركي والسيدة هند القفصي، تخللتهما جلسة أشرف عليها السيد حاتم كحلون وشارك فيها ممثلان عن وزارتي التجهيز والنقل والسيد جوليان جيكال (Julien Gicquel) من الورشة الباريسية للتعمير (APUR).

تونس الحاضرة (La métropole)

واستهل الندوة السيد ياسين التركي بتنشيط طاولة مستديرة بعنوان: “تونس من المدينة إلى الحاضرة، تحديات وممارسات جديدة”، بمشاركة ثلة من المختصين من تونس ومن فرنسا.

وتحدث في سياق هذه الجلسة الأولى السيد جلال عبد الكافي، مهندس ومخطط مدن، حول أهم الإشكاليات والتحديات التي تشهدها مدينة تونس لا سيما التخطيط الحضري والتهيئة العمرانية مع ارتفاع عدد السكان والبناءات على الأطراف وترييفها (ruralisation des périphéries).

ثم عرض السيد جيريمي شاربونتييه (Jérémie D. Charpentier)، المدير المساعد لوكالة التنمية الفرنسية بتونس (AFD) التجربة الفرنسية في التخطيط والتعمير مشيرا إلى ضرورة العمل على تنسيق أكثر فاعلية بين مختلف الأطراف المتدخلة في التخطيط العمراني بين مؤسسات الدولة وإداراتها من جهة وأهل الاختصاص من جهة أخرى.

وخلال محاورتنا للسيدين جلال عبد الكافي وجيريمي شاربونتييه، أكد الاثنان على ضرورة مشاركة الحضر والأهالي في رسم الملامح الكبرى للمدينة وفي التخطيط لتعميرها ولتهيئتها، لا سيما أن الباب السابع من الدستور الجديد المتعلق بالسلطة المحلية يكرس للامركزية وحوكمة محلية يكون فيها المواطن شريكا فاعلا ولاعبا أساسيا في صنع القرار وتنفيذه والتخطيط له ومراقبته أو إيقافه إن توجّب الأمر.

وقال جلال عبد الكافي، إنه يرى مستقبلا أفضل للمدينة على المدى المتوسط بشرط أن يلتحم الإطارات والمسؤولون لا سيما في المحليات والمجالس البلدية مع المختصين من مهندسين ومخططين وعلماء رياضيات وجغرافيا وغيرهم.

تونس في سياق الاستشراف (Tunis en perspective)

وأشرف حاتم كحلون، رئيس الجمعية التونسية لمخططي المدن، على جلسة تم خلالها الاستماع إلى ممثلين عن وزارتي النقل والتجهيز هما السيدان المولدي العياري عن وزارة النقل والسيدة جيهان الغيلوفي عن وزارة التجهيز، حيث تحدث كلاهما عن أبرز التحديات التي تجابهها مصالح التخطيط في الوزارتين.

وقد أفادتنا السيدة جيهان الغيلوفي عن وكالة التعمير لتونس الكبرى، خلال لقائنا بها أن تونس الغد من وجهة نظر عمرانية أو حضرية ستكون أفضل رغم الواقع السوداوي في ظل غياب التنسيق بين مختلف الأطراف والمصالح وبسبب تداخل وتشعب القنوات والمتدخلين أثناء التخطيط. إلا أنها ثمنت الدور الهام الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني منذ ثورة 2011 واهتمام عدد من الجمعيات والمواطنين بمسائل التخطيط والتهيئة وحماية المدينة.

وطرح السيد جوليان جيكال عن الورشة الباريسية للتعمير خلال مداخلته المثال والتجربة الباريسية في التخطيط والتهيئة مؤكدا أن المدينتان (تونس الكبرى وباريس الكبرى) تشهدان تقريبا نفس التحديات ونفس الرهانات في رسم معالم مستقبل الحاضرتين.

أساليب مبتكرة في الحوكمة الترابية

وأشرفت السيدة هند القفصي، وهي مخططة مدن عن المركز الدولي للحوكمة المحلية المبتكرة (CILG-VNG) على طاولة مستديرة ثانية بعنوان: “بناء المدينة مع المواطنين” شاركت في تأثيثها ثلة من المهندسين والمخططين وممثلين عن وزارات ومجالس بلدية وممثلين عن مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل.

وقد تحدث المتدخلون خلال الجلسة عن أهمية وسبل المشاركة المواطنية في التخطيط والتعمير مشيرين إلى أبرز التحديات التي تواجهها مختلف الأطراف وتواجهها المدينة أيضا في الحفاظ على طوابعها المعمارية والتاريخية والاجتماعية إزاء البناءات العشوائية وترييف الأطراف وتعقيدات التخطيط.

وقد شُفعت الجلسة بحوار شارك فيه الحاضرون من أساتذة وطلبة ومهندسين ومسؤولين محليين وممثلين عن وزارات وبلديات وجمعيات. وقد دار الحوار أساسا حول سبل وإمكانيات تجاوز هذه العقبات والصعوبات من أجل تخطيط أفضل لمدينة الغد التي يراد لها أن تكون أكثر تنظيما وملاءمة للحاضر وللحياة دون أن تفقد من هويتها الحضارية والتاريخية والاجتماعية.

المشاركة المواطنية

وقالت السيدة وئام بوس من مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل، وهي مخططة مدن ومنسقة مشروع بالمؤسسة، خلال مداخلتها إن التجربة التي خاضتها مؤسسة الياسمين من خلال مشاريعها وعملها مع الشباب والأهالي في الأحياء الشعبية المتاخمة للعاصمة والواقعة على أطرافها أثبتت استعدادا هاما وقابلية لدى المواطنين للعمل على تحسين مناطقهم ومدنهم وتوقهم إلى تخطيط أفضل للتعمير والتهيئة معبّرين في مناسبات مختلفة عن استعدادهم ورغبتهم للمشاركة فيه، وهو ما يؤكد على أن مبادرات المشاركة المواطنية سيكون لها دور هام في تخطيط مدن المستقبل وفي المحافظة على مكاسب المدينة الراهنة وتجاوز كل العقبات والتحديات.

عن Équipe média

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى