الرئيسية / الحوكمة / الحوكمة المحلية / حوار مع رضا اللوح: مررنا من مرحلة “دقّ البابّ” إلى مرحلة “حلّ الباب”

حوار مع رضا اللوح: مررنا من مرحلة “دقّ البابّ” إلى مرحلة “حلّ الباب”

انتظمت يوم 26 جانفي 2017 بنزل المرادي بقمرّت فعاليات الندوة الختامية لمشروع “دقّ الباب” الذي نفذته مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل بالشراكة مع مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية (Mepi). والتأمت الندوة تحت شعار: “حوار ديمقراطي من أجل تطوير الخدمات البلدية” بحضور ومشاركة أكثر من 150 شاب وشابة من أبناء المؤسسة والناشطين في مختلف المشاريع التي تقوم المؤسسة بالعمل عليها. وترأست جلسات الندوة الدكتورة تسنيم شيرشي، المديرة التنفيذية لمؤسسة الياسمين، إضافة إلى السيدات والسادة: صابرين العريبي، منسقة مشروع “دق الباب”، ماهر الزغلامي، باحث في علم الاجتماعي ومسؤول القسم البحثي بمؤسسة الياسمين، حاتم كحلون، الخبير في التخطيط العمراني، وبحضور عدد من المسؤولين المحليين والمستشارين البلديين من جهات المرسى وسكرة والبحر الأزرق والنائبة بمجلس نواب الشعب، بشرى بلحاج حميدة، وعدد من النشطاء في المجتمع المدني والمواطنين الذين حضروا للتعبير عن آرائهم في حوار مفتوح مع المسؤولين وصناع القرار المحليين.

وقمنا على هامش الندوة بحوار مع السيد رضا اللوح، الخبير في الحوكمة المحلية والمستشار البلدي واحد المساهمين في انجاح المشروع.

حول المشروع

كنت من أوائل المواكبين لمختلف مراحل وفعاليات مشروع “دق الباب” منذ انطلاق مؤسسة الياسمين في تنفيذه، وكنت قد عشت التغيير الحاصل لدى شباب مناطق سكرة والمرسى والبحر الأزرق. وأذكر جيدا كيف جاء هؤلاء الشباب لمجرد الاستكشاف وإلقاء نظرة خلال المقاهي الشبابية مدفوعين بحب الاطلاع دون إخفاء لامبالاتهم وعدم اكتراثهم حينها، إلا أني أرى اليوم، بعد عام من انطلاق المشروع، شبابا متحفزا يقدّم مشاريعا وحلولا حقيقة لما تشهده مناطقهم وأحياؤهم من مشاكل وصعوبات، وهي حلول قابلة للتحقيق والتطبيق على أرض الواقع.

كيف عبّر هؤلاء الشباب عن مفهومي التشاركية واللامركزية؟

لم يعبّر هؤلاء الشباب عن مفهوم التشاركية ولم يقدّموها كما يفعل عادة السياسيون والمسؤولون أو صناع القرار، بل عبّروا عنها كما رأوها هم أنفسهم فأبدعوا في تصويرها ليس فقط كمفهوم نظري بل كمفهوم قابل للتطبيق وللإنجاز وللتحقيق على أرض الواقع.

ولقد قمت بتسجيل ما قدّمه الشباب من مشاريع وحلول حيث أني شخصيا سأتبنى بعض هذه الحلول خلال عملي كمستشار في بلدية الليل لما وجدت فيها من تماش مع الواقع وجاهزية للتحقيق والتنفيذ.

حول مؤسسة الياسمين

ومن خلال مواكبتي ومتابعتي لهذا المشروع في فترات سابقا لا سيما خلال مرحلة المسابقات التي قدّم فيها شباب مناطق سكرة والمرسى والبحر الأزرق مشاريعهم للنهوض بأحيائهم ومناطقهم، تتوجّب عليّ الإشادة بالدور الذي لعبته مؤسسة الياسمين باعتبارهم من المنظمات القلائل التي آمنت بالشباب وعملت على التغيير ونجحت في ذلك إلى حدّ كبير. ولكن يبقى الإنجاز الأهم وهو ما يعزى إلى مجهودات المؤسسة، هو التغيير الحاصل على مستوى الشباب أنفسهم وهو ما فجّر فيهم طاقاتهم الإبداعية وولّد حلولا عملية كالتي كنا بصدد الاستماع إليها داخل القاعة.

كلمة أخيرة

سعدت جدا بالمشاركة في المشروع وقد عبرت عن ذلك لمّا كنت عضوا في لجنة التحكيم خلال مرحلة مسابقات مشروع “دق الباب”، لكنني الآن أكثر سعادة لما لمسته من نضج ووعي لدى هؤلاء الشباب. وأعتقد جازما أننا اليوم أمام شباب لا يمكننا دعوته إلى طرق الأبواب، فلا نقول له “دق الباب” بل “حل الباب”.

ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر إلى كل القائمين على المشروع، ولا يفوتني أيضا أن أقول شكرا لكل الشباب المشاركين لصبرهم وإصرارهم خلال فترات التكوين، وهو ما يعطينا ثقة أكبر في الشباب التونسي وأملا أكبر في غد أفضل لتونس.

 

عن Équipe média

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى