في إطار المرحلة الثانية من مشروع “شباب فاعل” (Youth Act) التي أشرفت على تنفيذ مرحلته الأولى مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل مع أكثر من 600 شاب من تونس الكبرى، شرعت المؤسسة في تنفيذ برنامج “مواطنون فاعلون” بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني من خلال دورات تكوينية وتدريبية موجهة لفائدة 300 شاب من تونس الكبرى وبنزرت ومدنين.
وقد انطلق تنفيذ البرنامج بدورات تكوينية في المواطنة الفاعلة سعيا إلى تدريب الشباب المشاركين في هذه الدورات على القيادة الاجتماعية للحوار بين الثقافات والتنمية المحلية، بإشراف 7 مدربين عملوا مع مجموعات من شباب Youth Act من أبناء وبنات 5 جهات من تونس الكبرى.
وانطلقت الدورة التكوينية الأولى لهذا البرنامج يوم السبت 17 ديسمبر الماضي بنزل البانتهاوس (The Penthouse) بحي النصر بمشاركة 35 شابا من ولايتي تونس وبن عروس، أشرف على تدريبهم وتكوينهم على امتداد يومي السبت والأحد المدربين مروان العبيدي وسلوى السهيلي.
أما الدورة التدريبية الثانية فقد انطلقت يوم الجمعة 23 ديسمبر 2016 بفضاء أرينا تونس بالبحيرة مع شباب ولاية منوبة (22 شابا) أشرف على تدريبهم كل من المدربين بلال المناعي وسلوى السهيلي على امتداد يومين.
وبحلول صباح السبت 24 ديسمبر 2016، انطلقت بالتزامن دورتان تكوينيتان لفائدة شباب مدينة المرسى بإشراف المدربين خالد نصرة وأسماء السنوسي بفضاء الأرينا (20 شابا) ولفائدة شباب جهة تونس بإشراف المدربين مروان العبيدي ووسيم الخضراوي بفضاء دار زغوان (40).
وقد كان للشباب المشاركين من كل الجهات خلال اليوم الثالث من الدورات التكوينية لقاء مع المدرب حاتم كحلون الذي ختم مع كل مجموعة دورتها التكوينية بتكوين علمي في أدوات جمع البيانات والتشخيص وصياغة المشاريع.
برنامج التكوين
ودارت أشغال الدورات التكوينية حسب برنامج ثري ومتنوع يعتمد على منهجية البحث النشيط (La Recherche-Action) بإشراف مدربين ومكونين من ذوي الخبرة والمعرفة اعتمدوا أثناء التكوين على أنشطة وورشات وبيداغوجيات سهلت تمرير المعلومة ونقلها إلى المتكونين.
وعمل المدربون على فتح باب الحوار والتشديد على أهميته لدى المشاركين إضافة إلى تغذية روح المبادرة وتعزيز الثقة وبناء جسور للتواصل والتفاهم من خلال تمارين وأنشطة منها تمرين “بناء الثقة والتفاهم وتحقيق التنمية المستدامة”.
وعرف البرنامج أيضا تمارين لرسم شجرة تمت تسميتها “شجرة التوقعات” عبّر من خلالها المشاركون على ما يحفزهم ونقاط القوة لديهم وكل ما من شأنه أن يكون عاملا مساعدا في الحياة الاجتماعية. كما عبّر المشاركون عن اعتزازهم بثقافتهم وأصالتهم وانفتاحهم على باقي الثقافات والحضارات العالمية من خلال أنشطة تعبيرية.
ورسم المشاركون نهرا للمواطنة جعلوا فيه خمسة أقسام أساسية عملوا على كل قسم منها مع مدربيهم وهي “الأنا، أنا وأنت، نحن (المواطنة الفاعلة)، تخطيط المشروع، تنفيذ المشروع (التواصل دوليا)”. ومكنت هذه الأقسام المشاركين أثناء العمل عليها منفصلة من مشاركة أنفسهم مع الأخرين والاستماع إلى بعضهم البعض والتعرف على تجارب كل فرد سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى الاجتماعي.
وعمل المشاركون في آخر اليوم الثاني من كل دورة تدريبية على رسم خرائط ذهنية لمدنهم أو مناطقهم وأحيائهم بعد أن انقسموا إلى فرق ومجموعات ضمّنوها أهم المشاكل والنقائص على مستوى البنى التحتية أو البنى الأساسية.
تكوين علمي
وقد كانت هذه الخرائط الذهنية مدخلا خلال اليوم الثالث من الدورات التكوينية للعمل على البيانات وأدوات وكيفية جمعها وتحليلها مع الأستاذ حاتم كحلون الذي عمل مع المشاركين بشكل علمي شبه أكاديمي حول أدوات التشخيص وكيفية صياغة المشاريع، حيث أعاد المشاركون رسم خرائطهم بناء على توجيهات مدربهم وبشكل أكثر موضوعية في تجميع البيانات ومصادرها وكيفية استعمالها وتوظيفها.
وتمكن المشاركون بنهاية الدورات التكوينية من امتلاك قدرة أكبر على تشخيص المشاكل وتفكيك الأسباب وتأويل النتائج والمآلات وذلك للتخطيط لمشاريع اجتماعية تكون مدروسة أكثر وبطرق موضوعية وعلمية تضمن النجاح.