بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية الذي انتظم في تونس لأول مرة وامتد على ثلاثة أيام متواصلة من 16 إلى 18 سبتمبر 2016، كانت لمؤسسة الياسمين للبحث والتواصل مشاركة فاعلة في إحياء فعاليات التظاهرة وإنجاحها.
وقد كانت مشاركة مؤسسة الياسمين على امتداد يومين كاملين تخللتها أنشطة ثقافية وفنية لتنتهي بتنظيم مقهى مواطني جمع المشاركين والمنظمين بمواطنين قدموا لإثراء الحوار ومناقشة موضوع الحوكمة المحلية الذي تعمل عليه مؤسسة الياسمين منذ عام تقريبا في إطار مشاريع مختلفة لعل ابرزها مشروع شباب فاعل (Youth Act) الذي يهدف إلى نشر ثقافة المواطنة وتحفيز المواطنين على المشاركة الفاعلة في صنع اقرار داخل أحيائهم وبلدياتهم وتحسيسهم بضرورة العمل جنبا إلى جنب مع السلط المحلية بهدف تكريس اللامركزية والديمقراطية التشاركية.
وللتنويه، فإن اليوم العالمي للديمقراطية كان قد تم بعثه سنة 2007 من طرف الأمم المتحدة سعيا منها إلى تحسيس الجماهير وتوعيتهم بالتحديات الديمقراطية مراقبة سير الانتقال الديمقراطي في العالم.
وقد جاء تنظيم هذا اليوم في تونس ببادرة من مكتب الـ”IFES”، المنظمة الدولية للنظم الانتخابية، حيث أعرب نيكولاس كازروفسكي، مدير مكتب الأيفاس بتونس، في حوار أجريناه معه أثناء التظاهرة عن مدى تقديره المطرد للمجهود الذي بذلته مؤسسة الياسمين خلال مشاركتها في الاحتفال بالديمقراطية والدور الذي تلعبه في الاستجابة لانتظارات المواطنين والاهتمام بقضايا تهم الشأن العام.
الأنشطة
خلال اليوم الأول من التظاهرة، وبهدف تقريب النشطاء من المواطنين عبر فن الشارع، قام مشاركون من مشروع شباب فاعل الذي أطلقته مؤسسة الياسمين، بتنشيط عروض وأداءات فنية افتتحها “يانكو أم سي” ببعض أغاني الراب، واختتمها كل من محمد وغازي، ثم أدت مها عجرودي أغاني “سلام”، في حين قدم شباب آخرون عروض رقص البريك دانس كما قدمت مجموعة مسرح المحمدية عرضا مسرحيا تحت عنوان “الخوارج”.
وقد انطلقت العروض الفنية بالنسبة إلى اليوم الثاني من التظاهرة بعروض غنائية أمّنها الشاب بلال الصالحي الذي قدم بعض الأغاني التونسية. ولليوم الثاني على التوالي قدم ياسين (يانكو ام سي) بعضا من أغاني الراب التي نجح من خلالها في جذب الأنظار وتعبئة المارة ممن تفاعلوا معه ومع أغانيه وتلاه الياس ( IGN) على نفس الوتيرة والصنف الغنائي.
وبحلول المساء، انتظم داخل الخيمة التي نصبت بمناسبة التظاهرة مقهى مواطني لفتح الحوار مع المواطنين المشاركين حول موضوع الحوكمة المحلية نشطه مروان العبيدي. وقد امتد الحوار على مدار ساعتين ليجمع بين شباب ومواطنين إلى جانب المشاركين والمنظمين لمناقشة مواضيع تتعلق أساسا بعلاقة المواطن مع البلدية كسلطة محلية في إطار مبدإ الحوكمة المحلية وتحسيس المواطنين بدورهم في صياغة القرار إضافة إلى الاستماع إلى أبرز شواغلهم ومشاكلهم داخل أحيائهم لا سيما الشعبية منها التي تعاني نقائص كثيرة خصوصا في ما يتعلق بالبنية التحتية.
مقابلات
وقد كانت لنا لقاءات وتسجيلات بالصوت والصورة مع نشطاء ومواطنين ممن شاركوا في مختلف فعاليات اليوم العالمي للديمقراطية ومختلف الورشات التي نظمتها جمعيات ومنظمات من المجتمع المدني. لقاءات تميزت أساسا بما أبداه المواطنون من وعي بضرورة مشاركتهم كجزء لا يتجزأ من البناء الديمقراطي واستعدادهم للإسهام على المستوى المحلي في النهوض بأحيائهم ومناطقهم، فيما أبدى آخرون استياءهم من بطئ عجلة التنمية المحلية أو في بعض الحالات غيابها غير واعين بحق وإمكانية مشاركتهم المباشرة في صنع القرار والتغيير، وهو حق يكفله الدستور التونسي كما جاء في بابه السابع الذي خصص للسلط المحلية.
مواطنون آخرون لم يتوانوا عن طرح الأسئلة حيث أن مفاهيم كاللامركزية أو الحوكمة المحلية أو الديمقراطية التشاركية بالنسبة إليهم هي مفاهيم جديدة ومبهمة تعلوها نقاط استفهام كثيرة. وقد نجح شباب “يوث آكت” (شباب فاعل) خلال المقهى المواطني في الإجابة عن جزء كبير من هذه الأسئلة وفي تبسيط نسبي لهذه المفاهيم حتى يكون المواطن على بينة منها.
ولقد تم توثيق أبرز الأنشطة التي قدمتها مؤسسة الياسمين للبحث والتواصل خلال مساركتها في اليوم العالمي للديمقراطية، إضافة إلى مقابلات أمنها فريق الاتصال بالمؤسسة مع نشطاء ومواطنين جاؤوا أيضا للاحتفاء بالديمقراطية الناشئة في تونس.