مؤسسة الياسمين – نظمت مؤسسة الياسمين للبحث و التواصل يوم الخميس 7 ماي 2015 حصّة تكوينية أولى في البحث النشيط في إطار برنامج “السوسيولوجيا في خدمة المجتمع المدني” بالتعاون مع نادي “سوسيولوجيا و أنثروبولوجيا” بكلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية 9 أفريل. هذه الحصّة مثلت مدخلا عاما لمنهجية البحث النشيط و المقاربة التشاركية وأمّن تقديمها الأستاذ الدكتور عادل بالكحلة و هو أستاذ جامعي ذو تجربة واسعة في مجال البحث النشيط.
في البداية رحّبت الدكتورة تسنيم، مديرة مؤسسة الياسمين، بالحضور و قدّمت الدّورة التكوينية و عرّفت بأهدافها المتمثلة أساسا فيما يلي:
- تنمية قدرات الناشطين في المجتمع المدني على اعتماد منهجيات ووسائل علمية في إعداد وتنفيذ المشاريع تزيد من نجاعة وجودة العمل.
- تنمية قدرات الطلبة في مجال البحوث الاجتماعية الميدانية التطبيقية.
- إحداث تكامل بين نشطاء المجتمع المدني والطلبة الباحثين في مجال علم الاجتماع وخلق فضاءات حوار وتواصل وتبادل الخبرات فيما بينهم.
إثر ذلك، قام المشاركون بتقديم أنفسهم و مجالات بحثهم إلى جانب الهدف من التحاقهم بهذه الدورة. وبعدها انطلقت الحصة بتقديم الدكتور عادل للمحة عن أهم مناهج البحث التي برزت حتى بداية القرن العشرين وتحديدا “الوضعانية” في مقابل “التفهّميّة” ثمّ تقديم البحث النشيط و المقاربة التشاركية كتقنية بحث ناجعة وأداة للديموقراطية المحلية. وأشار الدكتور إلى ميزات هذه المقاربة المتمثلة أساسا في السرعة و النجاعة فضلا عن ضمان حدّ أدنى من الوجاهة العلمية. كما أضاف أن الهدف الأساسي منها هو معرفة الوضعيات للفئة المبحوثة، وذلك عن طريق تكوين فرق بحث صغيرة العدد لكنها متعددة الانتماءات و الاختصاصات تقوم على جمع معلومات دقيقة بكل حيادية إلى جانب الإعداد الجيد قبل الجلسات الحوارية مع الفئة المستهدفة، و بالنهاية ستتحصل هذه الفرق على خبرة تُكتسب بالمران و قدرة على تثمين معارف المحليين و خبراتهم (أهمية التجربة المحلية).
بعد هذا التقديم النظري، تمّ تقسيم المشاركين إلى ثلاثة فرق بشكل يضمن أكبر قدر من التنوّع والتمثيلية داخل كل فريق من أجل إعداد دليل بحثي حول موضوع “التطرف في تونس: العوامل و المعالجة”، وهو الموضوع التي تمّ اختياره بالتصويت من أصل حوالي عشرة مواضيع مُقترحة من طرف المشاركين. هذا التمرين التطبيقي مثل فرصة لمختلف الفرق بأن تدير الخلاف داخلها من أجل التوصل إلى تصوّر بحثي مشترك يقوم مقرّر الفريق بعرضه أمام الجميع.
في نهاية الحصة، قامت الفرق بتقديم نتائج عملها لتبرز غزارة في المحتوى و التكوين السوسيولوجي لبعض المشاركين و الحقوقي للبعض الآخر. كما قام الدكتور عادل بتقييم و نقد للأعمال المقدّمة لإبراز نقاط القوّة فيها و أيضا ما يمكن تطويره حيث برزت الحاجة ملحّة لتكوين في مجال التسهيل أو تيسير الحوارات و إدارة الخلاف وهي مهارة لا غنى عنها لمن يعتزم القيام ببحث نشيط في إطار مقاربة تشاركية.
هذا و سيلتقي المشاركون في مناسبات قادمة لاستكمال التكوين خلال شهر ماي و ستُكلّل الدورة بتوزيع شهائد على كلّ المشاركين.
تقرير: حاتم دمق – منسق برنامج صناعة السياسات العامة بمؤسسة الياسمين
bravo pour tout ce que vous faites et merci pour les comptes rendus je vous souhaite bonne continuation
شكرا لك.
يمكنك التسجيل في نشرتنا الإخبارية للحصول على تقارير شهرية للمؤسسة.