المنتدى الاجتماعي العالمي – انتظم المنتدى الاجتماعي العالمي في تونس للمرة الثانية على التوالي بمشاركة حوالي 130 دولة، وتواصل من 24 الى 28 مارس 2015 تحت شعار “كرامة حقوق،حرية”، عرف خلالها حركية تميزت بارتفاعها مع حضور نحو 60 ألف من مناهضي العولمة، وناقش المنتدى قضايا عديدة من بينها البعد الأمني ومخاطر التطرف اضافة الى البعد النقدي المتعلق بالتوجه المالي العالمي والسياسات الليبيرالية وطرح عناوين كثيرة على غرار الهيمنة المالية وأدواتها وكسر إعادة الاستعمار في أفريقيا وتحديات الأوليغارشية الرأسمالية وصراعات الجغرافيا السياسية والسياسات التجارية في شمال أفريقيا والتعليم الخاص وتوريث الفقر كما تم التطرق لوسائل المقاومة المدنية ضد العولمة من خلال ورشات تعمل على التعريف بالتكنولوجيات الحرة التى تهدف الى خدمة المواطن والمحيط وتعزيز مفهوم الإعلام المواطني وثقافة التدوين.
الافتتاح
افتتح المنتدى فعالياته يوم 24 مارس وسط توافد الآلاف على المركب الجامعي فرحات حشاد بالمنار (العاصمة) قبل الانطلاق في مسيرة “ضد الإرهاب” ابتدأت من وسط العاصمة (باب سعدون) وصولا الى متحف باردو الذي شهد اعنف عملية ارهابية راح ضحيتها 25 شخصا من بينهم 23 سائحا أجنبيا، وقد انضم حوالي 4000 شخص للمسيرة رغم رداءة الطقس وشدة الأمطار.
وتضمن برنامج المنتدى 1076 نشاطا، من أبرزها مناظرات بين سياسيين وشخصيات دولية ومنتديات عدة منها المنتدى العالمي الرابع للعلوم والديمقراطية والمنتدى العالمي للإعلام البديل والمنتدى البرلماني العالمي حول الديون والشركات متعددة الجنسيات، ومؤتمر الطريق إلى الكرامة وندوة التعليم في مرحلة ما بعد 2015 في المنطقة العربية وأمريكا اللاتينية وجنوب إفريقيا، إلى جانب العروض الثقافية والموسيقية التي تشارك فيها فرق تونسية وأجنبية من مختلف أنحاء العالم.
كما أنشأ المنتدى عددا من القرى المتخصصة ومنها القرية النقابية والقرية الإفريقية والقرية المغاربية وقرية فلسطين وقرية نوماد التي وفرت فضاء قارا داخل موقع المنتدى من أجل تعزيز وترويج واختبار الاستعمالات التكنولوجية الحرة الموجهة لخدمة المواطنين في أغراض اجتماعية وبيئية وتربوية واقتصادية.
*الصورة لقرية نوماد
المرأة كانت حاضرة بقوة عبر برنامج “ديناميكية نساء العالم” الذي يتمحور حول حراك نساء العالم من أجل مناهضة العنف ومن أجل السلم والمشاركة السياسية للمرأة ومن أجل المساواة والحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمرأة وأيضا من أجل الوقوف ضد التطرف والإرهاب.
صعوبات تنظيمية
عرف المنتدى الاجتماعي في دورته الثالثة عشر انتقادات كثيرة على مستوى التنظيم، واحتج كثيرون على ضعف التغطية الاعلامية والخدمات المقدمة من طرف اللجان المشرفة وأدى تأخر نشر البرمجة الكاملة الى خلق اضطراب نسبي بين المشاركين، كما احتج عدد من المتطوعين على ما أسموه تجاذبات سياسية في صفوف المنظمين وسوء معاملة واهمال.
وشهدت ساحة الفضاء المفتوح مناوشات بين مجموعة من الجزائيين والمغاربة بسبب قضية الصحراء الغربية (البوليساريو) وقالت لجنة تنظيم المنتدى في ندوة صحفية يوم الجمعة 28 مارس، انها قامت بمقاضاة مجموعة من الجزائريين المشاركين في المنتدى بعد اعتدائهم على مجموعة من المشاركين من المملكة المغربية داخل خيمتهم برحاب المركب الجامعي بالمنار.
كما تمت مراسلة الحكومة التونسية ورئاسة الجمهورية لإعلامها الحادثة ووجهت رسالة احتجاج إلى السفير الجزائري في تونس، و تقديم أشرطة فيديو للقضاء والأمن التونسي وسط اتهامات للجزائر بمحاولة السيطرة على أشغال المنتدى.
ويرجئ القائمون على اشغال المنتدى الاسباب الرئيسية للاضطرابات التنظيمية، الى اجراءات الرقابة والتشديدات الامنية المكثفة على خلفية العملية الارهابية التي جدت الاسبوع الماضي، ما ساهم في تعطيل حركية الوفود والزوارالى جانب الصعوبات المناخية وقوة سرعة الرياح والامطار التي ادت إلغاء عروض كثيرة اهمها التي كانت ستقام في الهواء الطلق.
اختتام المنتدى:
اختتم المنتدى الاجتماعي العالمي اشغاله بمسيرة دعم للشعب الفلسطيني جابت شوارع العاصمة التونسية يوم السبت 28 مارس بحضور سليمان الهرفي السفير الفلسطيني بتونس، تزامنا مع يوم الارض الذي يحييه الفلسطينيون يوم 30 مارس من كل عام على خلفية احداث تعود الى سنة 1976 بعد إقدام الحكومة الإسرائيلية على مصادرة مساحات شاسعة من أراضي السكان العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية.
وشاركت وفود جميع الدول في المسيرة التي جابت شارع محمد الخامس على طول أكثر من أربعة كيلومترات انطلاقا من شارع الحبيب بورقيبة رافعين اعلام فلسطين واعلام الدول العربية.
وقال المنظمون ان عدد المشاركين فيها بلغ نحو 50 الف شخص من بينهم 20 الف اجنبي، بينهم عشرات الفلسطينيين الذين خرجوا رغم الاوضاع السياسية الصعبة في الاراضي الفلسطينية خاصة قطاع غزة وصعوبة التنقل، وذلك بفضل الجهود الدبلوماسية التي بذلتها السفارة التونسية في رام الله وممثليتها في قطاع غزة.