للمرة الثانية على التوالي يحط المنتدى الاجتماعي العالمي رحاله في تونس بعد ثورة الياسمين، التي فجرت سلسلة من الاحتجاجات سميت بالربيع العربي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ونجحت في الاطاحة بنظام زين العابدين بن علي.
150 دولة ستشارك في الدورة 13 للمنتدى في العاصمة التونسية من 24 إلى 28 مارس الجاري بمساهمة أكثر من 5000 منظمة وجمعية ونقابة تحت شعار «كرامة، حقوق وحرية” وسيتم تقسيم أنشطة المنتدى ضمن 1076 ورشة عمل ستناقش مواضيع مختلفة منها ”مناهضة العولمة” و”التغيرات المناخية والعدالة البيئية” و”حقوق المهاجرين والهجرة السرية” ” وحقوق المرأة” و”مناهضة التمييز” و”ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان في المنطقة العربية وفى مختلف دول العالم” كما ان قضايا التحرر وعلى رأسها القضية المركزية الفلسطينية ستكون على رأس المحاور المطروحة، وسيخصص اليوم الأخير من الفعاليات لتنظيم مسيرة تضامنا مع الشعب الفلسطيني.
وقد يحمل المنتدى في طياته رسائل إيجابية على المستوى الأمني الذي تحسن منسوبه بفضل جهود الحكومات المتعاقبة مقارنة بازمات الدول المجاورة والاوضاع الاقليمية المتفجرة، كما انه سيؤثر بشكل او بآخر على الحركة التجارية التي تنعكس ايجابا على القطاع السياحي والذي سيلاقي رواجا بفضل متابعة وسائل اعلام من جميع دول العالم في تغطية التظاهرة.
المنتدى الإجتماعي العالمي، كيف وصل الى تونس؟
ليست هذه المرة الأولى التي تحتضن فيها تونس هذه الفعاليات، لكنها اول بلد عربي ينجح في استقطاب قرارات المجلس الدولي للمنتدى للمرة الثانية رغم ترشح كل من الهند عن قارة آسيا وكندا عن أميركا الشمالية، فقد سبق ان انتظم سنة 2013 في إطار التحولات الاجتماعية التي رفعت رايتها في تونس، وبروز قوة الحركة الاجتماعية التونسية والعربية كقوة تغيير ذات ابعاد واضحة تجاه القضايا الوطنية وجوهرها الكرامة الانسانية والإجتماعية، والاستقلالية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية وضمان حقوق الانسان.
وسجلت تونس خلال الدورة الماضية (12) رقما قياسيا من حيث عدد نسبة المشاركة حيث حضرها أكثر من 60 الف مشارك من 128 دولة وهو رقم لم يبلغه المنتدى منذ انطلاقته سنة 2001 من مدينة بورتو اليغري البرازيلية تحت اشراف”حزب العمال البرازيلي”، ومن المترقب ان تسجل تونس رقما قياسيا آخر سنة 2015.
مناهضة العولمة ومنافسة “دافوس”
قد يخفى على كثير من المشاركين والحضور في فعاليات المنتدى اهداف وعنوان واسباب بعث هذا النشاط العالمي الذي نشأ كردفعل على العولمة الاقتصادية الامبريالية التي بلغت اقصى مراحلها النيوليبيرالية المتوحشة، في ظل سيطرة القطب الواحد وعدم تكافؤ العلاقات بين الدول والشعوب، وعودة الاستعمار العسكري المباشر الى الواجهة، وقد حرص المشرفون طيلة سنوات انعقاد المنتدى على عقده في شهر ديسمبر نفس تاريخ انعقاد “المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس” في محاولة للتقليص من تأثيره وامتداده الإعلامي.
ويهدف المنتدى ايضا الى توفير فضاء مفتوح للجمع بين كافة مكونات المجتمع المدنيلتبادل وتعميق التجارب والاستراتيجيات وتقديم المقترحات للإنخراط في حراك عالمي فاعل.