الرئيسية / ديمقراطية / مجلس النواب الجديد يفتتح أشغاله غدا في تونس
مجلس النواب الجديد يفتتح أشغاله غدا في تونس

مجلس النواب الجديد يفتتح أشغاله غدا في تونس

*تونس-باردو- من المنتظر ان يفتتح مجلس النواب الجديد (برلمان) أشغاله يوم غد الثلاثاء 2 ديسمبر 2014، بعد إجراء ثاني انتخابات حرة وشفافة بشهادة المراقبين والهيئات الدولية، وبعد التجربة الأولى التي خاضها التونسيون سنة 2011 والتي أفرزت برلمانا تأسيسيا توّج أعماله بدستور وهيئات تؤمن الانتقال الديمقراطي.

وقد ترشحت للانتخابات التشريعية 1327 قائمة يتوزع أعضاؤها على 33 دائرة انتخابية (27 داخل تونس و6 خارجها)، وأسفرت النتائج عن فوز حزب نداء تونس (89 مقعدا) ، وتصدرت حركة النهضة التونسية المرتبة الثانية (69 مقعدا) بينما حل الاتحاد الوطني الحر بالمرتبة الثالثة (16 مقعدا) يليه الجبهة الشعبية (15 مقعدا) وآفاق تونس (8 مقاعد) والمؤتمر من أجل الجمهورية (4 مقاعد) وتوزعت بقية المقاعد على المستقلين وأحزاب أخرى ليكون مجموع نواب الشعب 217.

وقد أعلنت بعض الأحزاب على غرار آفاق تونس والمبادرة (3 مقاعد) وبعض المستقلين دعم حزب نداء تونس ومرشحه (الباجي قايد السبسي) في الانتخابات الرئاسية ليدل هذا الموقف على بداية تكوين ائتلاف برلماني.

وتُجري بقية الاحزاب الممثلة في المجلس، سلسلة من المشاورات من أجل النظر في التحالفات الممكنة،  فضلا عن تشكيل الكتل النيابية والتي ستطبع المشهد السياسي داخل قبة باردو للسنوات الخمس المقبلة.

و من المفترض أن تقدم الكتلة النيابية لحزب نداء تونس في الجلسة الافتتاحية مرشّحا لرئاسة المجلس بعد أن أكد الباجي قايد السبسي رئيس الحزب على أن بعض الأطراف السياسية لم تتجاوب بالشكل الكافي لتقديم مرشح توافقي لهذا المنصب، وقد أكدت مصادر إعلامية متطابقة أن الحزب سيرشح محمد الناصر الذي ترأس قائمة ولاية المهدية، وتم اختياره في فيفري الماضي نائبا لرئيس الحركة الباجي قايد السبسي.

ويحدد الدستور الجديد مهام مجلس النواب (سلطة تشريعية) كما ينص الفصل 59 على ضرورة انتخاب رئيس لمجلس النواب من بين الأعضاء في أول جلسة يعقدها.

وسيفتتح مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي (برلمان سابق)جلسة يوم الغد،قبل أن يحيلها إلى أكبر الأعضاء (نواب) سنا وذلك بمساعدة أصغرهم وأصغرهن سنا، قبل البدء في عملية انتخاب رئيس المجلس.

وتتم عملية الانتخاب عبر تكوين لجنة تتشكل من 5 نواب حسب تكوين المجلس، لتقوم بفرز أوراق التصويت على الأشخاص ويقوم رئيس الجلسة بالإعلان عن فتح باب الترشح لمنصب رئيس مجلس نواب الشعب.

وفي صورة حصول أحد المترشحين على أغلبية الأصوات يعني النصف فما أكثر (109) يتم إعلانه رئيسا للمجلس.

وفي حال لم يتحصل أحد المترشحين على الأغلبية تقع دورة ثانية يترشح لها النائبين الأكثر أصواتا ويفوز من يتحصل على أكثر عدد في التصويت النهائي.

وينتظر التونسيون إجراء انتخابات رئاسية في دورتها الثانية بعد أن ترشح اليها كل من الباجي قائد السبسي (نداء تونس) والمنصف المرزوقي الرئيس المؤقت الحالي والذي يأمل في نيل ولاية ثانية.

وستُجرى الانتخابات المقبلة أواخر شهر ديسمبر الجاري كأقصى تقدير وفق ما تفرضه الأحكام الانتقالية من الدستور، في الوقت الذي بات فيه تطبيق نظام ديمقراطي كامل، قريب المنال بعد نحو أربعة سنوات من الثورة التي أطاحت بزين العابدين بن علي وحزبه الواحد.

ويرى مراقبون أن تونس تجنبت نسبيا حالة الفوضى التي تعيشها عدة دول عربية عقب الاطاحة بحكامها رغم بعض التوترات بين الاسلاميين والعلمانيين، كما يجمع المحللون على أن انتخابات  تجري 2014 في سياق يتميز بروح المصالحة الوطنية، خصوصا بعد التخلي عن قانون العزل السياسي، ما أدَّى ايضا إلى ظهور مشهد سياسي أصبح يقوم على كتلتين أساسيتين، إحداهما محافظة تمثّلها حركة النهضة، والأخرى تمثلها حركة نداء تونس التي تشكلت عام 2012 وضمت تيارات مختلفة لتحقيق التوازن.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى